فضل الذكر

كتبت في Uncategorized   | لا تعليقات »
17 أبريل

موقع إسلام ويب :
موقع المقالات > المركز الإعلامي > أخلاق وتزكية > القلوب > أحوال القلوب >
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=10302

الذكر هو المنزلة الكبرى التي منها يتزود العارفون ، وفيها يتجرون وإليها دائمـًا يترددون ، وهو منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل ومن منعه عزل ، وهو قوت قلوب العارفين التي متى فارقتها صارت الأجساد لها قبورًا ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق ، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الطريق ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب ، والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب .
به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات ، إذا أظلَّهم البلاء فإليه ملجؤهم ، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم ، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ، ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون ، يدع القلب الحزين ضاحكـًا مسرورًا ، ويوصل الذاكر إلى المذكور ، بل يدع الذاكر مذكورًا ، وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة (والذكر) عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة ، بل هم يؤمرون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال ، قيامـًا وقعودًا وعلى جنوبهم ، فكما أن الجنة قيعان وهو غراسها ، فكذلك القلوب بور خراب وهو عمارتها وأساسها .
وهو جلاء القلوب وصقالتها ودواؤها إذا غشيها اعتلالها ، وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقـًا ازداد محبة إلى لقائه للمذكور واشتياقـًا ، وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه نسى في جنب ذكره كل شيء ، وحفظ الله عليه كل شيء ، وكان له عوضـًا من كل شيء ، به يزول الوقر عن الأسماع والبكم عن الألسنة ، وتتقشع الظلمة عن الأبصار.
زين الله به ألسنة الذاكرين كما زين بالنور أبصار الناظرين ، فاللسان الغافل كالعين العمياء ، والأذن الصماء واليد الشلاء .وهو باب الله الأعظم بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته ، قال الحسن البصري : ” تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن ، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
فوائد الذكر :
قد ذكر الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (الوابل الصيب) للذكر أكثر من سبعين فائدة
• منها أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ، ويرضى الرحمن عز وجل ، ويزيل الهم والغم والحزن ، ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط
• ومنها : أنه يقوي القلب والبدن ، وينور الوجه والقلب ويجلب الرزق .
• ومنها : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة .
• ومنها : أنه يورث المراقبة حتى يدخل العبد في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، ويورثه الإنابة والقرب ، فعلى قدر ذكر العبد لربه يكون قربه منه ، وعلى قدر غفلته يكون بعده عنه .
• ومنها : أنه يورث ذكر الله عز وجل ، قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم)(البقرة/152) ، وفي الحديث القدسي : ” فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
• ومنها : أنه يورث حياة القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء .
• ومنها : أنه يورث جلاء القلب من صداه ، وكل شيء له صدأ ، وصدأ القلب الغفلة والهوى ، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار .
• ومنها : أنه يحط الخطايا ويذهبها ، فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من قال في يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر))(رواه البخاري ومسلم) .
ومنها أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده))(رواه مسلم والترمذي) .
• ومنها : أنه سبب لانشغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ، فمن عَوَّد لسانه ذكر الله صانه عن الباطل واللغو ، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله .
• ومنها : أنه غراس الجنة كما في حديث جابر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) .
• ومنها : أن العطاء والفضل الذي ترتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ((من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه))(رواه البخاري ومسلم) .
ومنها : أن دوام ذكر الرب تعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده ، فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى : (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)(الحشر/19) .
وإذا نسى العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت ، كمن له زرع أو بستان أو ماشية أو غير ذلك مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره فإنه يفسد ولابد .
• ومنها : أن الذكر شفاء لقسوة القلوب ، قال رجل للحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي ، قال : أذِبْهُ بالذكر ، وقال مكحول : ذكر الله شفاء ، وذكر الناس داء .•
ومنها : أن الذكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر ، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح ، وفاز كل الفوز ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا * وسبحوه بكرةً وأصيلاً * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمـًا)(الأحزاب/41 ـ 43) .
• ومنها : أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته كما في حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ، قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال : أما إني لم استحلفكم تهمة لكم ، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقل عنه حديثـًا مني ، وإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج على حلقة من أصحابه فقال : ((ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ علينا بك ، قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله تبارك وتعالى يباهي بكم الملائكة))(رواه مسلم) .
ومنها : أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله عز وجل قال تعالى : (وأقم الصلاة لذكري)(طه/14) ، أي لإقامة ذكري ، وقال شيخ الإسلام في قوله تعالى : (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)(العنكبوت/45) الصحيح أن معنى الآية أن الصلاة فيها مقصودان عظيمان وأحدهما أعظم من الآخر ، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولما فيها من
ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر .• ومنها : أن إدامته تنوب عن الطاعات وتقوم مقامها حيث لا تنوب جميع التطوعات عن ذكر الله عز وجل ، وقد جاء ذلك صريحـًا في حديث أبي هريرة : ((أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ، فقال ألا أعلمكم شيئـًا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا أحد يكون أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ))(رواه البخاري) .
وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : ” لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلي من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل ” .
• ومنها : أن الذكر يعطي الذاكرة قوة في قلبه وفي بدنه حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه ، وقد علم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابنته فاطمة وعليـًا ـ رضي الله عنهما ـ أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثـًا وثلاثين ، ويحمدا ثلاثـًا وثلاثين ، ويكبرا ثلاثـًا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك ، وقال : ((إنه خير لكما من خادم))(رواه البخاري ومسلم) ، فقيل إن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه تغنيه عن خادم .
• ومنها : أن كثرة الذكر أمان من النفاق ، فإن المنافقين قليلوا الذكر لله عز وجل ، قال الله تعالى في المنافقين : (ولا يذكرون الله إلا قليلاً)(النساء/142) .
قال كعب : من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق ، ولهذا والله أعلم ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تُلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)(المنافقون/9) .• ومنها : أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفى به ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة .قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل .
ومنها : أن دوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة .
• ومنها : أن الذكر أفضل من الدعاء : الذكر ثناء على الله عز وجل ، والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا ، والذكر كذلك يجعل الدعاء مستجابـًا ، فالدعاء الذي تقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد .
أنواع الذكر :
الأول : ذكر أسماء الله عز وجل وصفاته ومدحه والثناء عليه بها نحو : (سبحان الله) و (الحمد لله) و (لا إله إلا الله) .
الثاني : الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته ، نحو : الله عز وجل يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم .
الثالث : ذكر الأمر والنهي كأن يقول : إن الله عز وجل أمر بكذا ونهى عن كذا .
الرابع : ذكر آلائه وإحسانه .
والذكر يكون بالقلب أو باللسان ، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وذكر القلب أفضل من ذكر اللسان .
41 – يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا- 42 – وسبحوه بكرة وأصيلا43 – هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما 44 – تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريماً يقول تعالى آمراً عباد المؤمنين بكثرة الذكر لربهم تبارك وتعالى، المنعم عليهم بأنواع النعم وصنوف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب، روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ” ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم”؟ قالوا: وما هو يا رسول اللّه؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: “ذكر اللّه عزَّ وجلَّ” (أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة). وعن عبد اللّه بن بشر قال: جاء أعرابيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال أحدهما:يا رسول اللّه أي الناس خير؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:”من طال عمره وحسن عمله”، وقال الآخر:يا رسول اللّه إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فمرني بأمر أتشبث به،قال صلى اللّه عليه وسلم:”لا يزال لسانك رطباً بذكر اللّه تعالى”(أخرجه الإمام أحمد وروى الترمذي وابن ماجه الفصل الأخير منه).وفي الحديث: “أكثروا ذكر اللّه تعالى حتى يقولوا مجنون”(أخرجه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً)،وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:”ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا اللّه تعالى فيهإلا رأوه حسرة يوم القيامة”(أخرجه الإمام أحمد عن عبد اللّه بن عمرو مرفوعاً)،وقال ابن عباس في قوله تعالى:{اذكروا اللّه ذكراً كثيراً} إن اللّه تعالى لم يفرض على عباده فريضة،إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر،فإن اللّه تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركهإلا مغلوباً على تركه فقال: {اذكروا اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم}بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر،والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال. وقال عزَّ وجلَّ:{وسبحوه بكرة وأصيلا} فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته،والأحاديث والآيات والآثار في الحث على ذكر اللّه تعالى كثيرة جداً(صنف العلماء في الأذكار كتباً كثيرة ومن أحسنها كتاب (الأذكار) للإمام النووي).وقوله تعالى: {وسبحوه بكرة وأصيلاً} أي عند الصباح والمساء،كقوله عزَّ وجلَّ: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون}،وقوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} هذا تهييج إلى الذكر،أي أنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم، كقوله عزَّ وجلَّ:{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}،وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم:”يقول اللّه تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”الصلاة من اللّه تعالى: ثناؤه على العبد عند الملائكة،كاه البخاري عن أبي العالية،وقال غيره: الصلاة من اللّه عزَّ وجلَّ: الرحمة،وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار،قوله تبارك وتعالى:{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماًفاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم}،وقوله تعالى: {ليخرجكم من الظلمات إلى النور}أي بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ودعاء ملائكته لكم،يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين،{وكان بالمؤمنين رحيماً} أي في الدنيا والآخرة،أما في الدنيا فإنه هداهم إلى الحق وبصّرهمالطريق، الذي ضل عنه الدعاة إلى الكفر أو البدعة،وأما رحمته بهم في الآخرة فآمنهم من الفزع الأكبر،وأمر ملائكته يتلقونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار،وما ذاك إلا لمحبته لهم ورأفته بهم.روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأى امرأة من السبي،قد أخذت صبياً لها، فألصقته إلى صدرها وأرضعته،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “أترون هذه تلقي ولدها في الناروهي تقدر على ذلك؟” قالوا: لا، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:”فواللّه، للّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها،وقوله تعالى: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} أي تحيتهم من اللّه تعالىيوم يلقونه سلام، أي يوم يسلم عليهم، كما قال عزَّ وجلَّ:{سلام قولاً من رب رحيم} وقال قتادة: المراد أنهم يحيي بعضهم بعضاًبالسلام يوم يلقون اللّه في الدار الآخرة، واختاره ابن جرير. (قلت):وقد يستدل بقوله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلاموآخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين}، وقوله تعالى:{وأعد لهم أجراً كريماً} يعني الجنة وما فيها من المأكل والمشاربوالملابس والمساكن والمناكح والملاذ والمناظرمما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

فضل الدعاء وآدابه

كتبت في Uncategorized   | لا تعليقات »
17 أبريل

فضل الدعاء وآدابه – 8/1/1423 – الحذيفي
فضل الدعاء وآدابه
الرقاق والأخلاق والآداب
الدعاء والذكر
علي بن عبد الرحمن الحذيفي
المدينة المنورة
8/1/1423
المسجد النبوي
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=5089
مكتبة المسجد النبوي الشريف
الحمد لله رب الأرض والسماء، الوهاب لكل نعماء، سميع الدعاء، يكشف الضراء واللأواء، أحمد ربي وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له خير الأسماء، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بالحنيفية السمحاء، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأتقياء.
أما بعد:
فاتقوا الله وأطيعوه، وتوبوا إليه واستغفروه.
أيّها المسلمون، اعلَموا أنّه لا يكون شيءٌ في الأرض ولا في السماء إلا بقضاءٍ من الله وقدر، ولا يحدُث أمر محبوب أو مكروه إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى وخلقه، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وٰحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ [القمر:49، 50].
فالله تبارك وتعالى هو الذي يدبِّر الأمور، وهو العليم بذات الصّدور، قال الله تعالى: ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لأجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد:2].
جعل للسعادةِ أسباباً، وللشقاء أسباباً، ورتّب المسبّبات على أسبابها، فخلق الأسبابَ، وخلق آثارَ الأسباب، ولا يحكُم مشيئتَه وإرادته شيء، فلو شاء لخلق وأوجدَ الشيءَ بلا سبب، قال الله تعالى: فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ [البروج:16]، وقال تبارك وتعالى: أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأمْرُ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [الأعراف:54].
والدعاءُ أكرم شيء على الله، شرعه الله لحصول الخير ودفع الشر، فالدعاءُ سبب عظيم للفوز بالخيرات والبركات، وسببٌ لدفع المكروهات والشرورِ والكربات، وفي الحديث: ((لا ينجي حذرٌ من قدر، والدعاء ينفع مما نزل وممَّا لم ينزل)).
والدعاءُ من القدَر ومن الأسبابِ النافعة الجالبة لكلِّ خير والدافعة لكل شرّ، وقد أمر الله عز وجلّ عبادَه بالدعاء في آياتٍ كثيرة من القرآن، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر:60].
وحقيقةُ الدعاءِ تعظيمُ الرغبةِ إلى الله تعالى في قضاءِ الحاجاتِ الدنيوية والأخروية، وكشفِ الكربات، ودفعِ الشرور والمكروهات الدنيويّة والأخروية.
والدعاءُ تتحقَّق به عبادةُ ربِّ العالمين؛ لأنَّه يتضمَّن تعلّقَ القلب بالله تعالى، والإخلاصَ له، وعدمَ الالتفات إلى غير الله عز وجل في جلبِ النفع ودفع الضرّ، ويتضمَّن الدعاءُ اليقينَ بأنّ الله قدير لا يُعجزه شيء، عليم لا يخفى عليه شيء، رحمن رحيم، حيّ قيّوم، جواد كريم، محسِن ذو المعروف الذي لا ينقطع أبداً، لا يُحَدُّ جودُه وكرمه، ولا ينتهي إحسانُه ومعروفه، ولا تنفد خزائن بركاته. فلأجلِ هذه الصفات العظيمة وغيرِها يُرجى ربُّنا ويُدعى، ويسأله من في السموات والأرض حاجاتِهم باختلاف لغاتِهم.
ويتضمَّن الدعاءُ افتقارَ العبد وشدةَ اضطرارِه إلى ربّه، وهذه المعاني العظيمةُ هي حقيقةُ العبادة لربّ العالمين.
فما أعظمَ شأنَ الدعاء، وما أجلَّ آثارَه، ولهذا جاء في فضل الدعاء ما رواه أبو داود والترمذي من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال: ((الدعاءُ هو العبادة)) قال الترمذي: “حديث حسن صحيح”، وعن أنس رضي الله عنه عن النبي قال: ((الدعاء مخُّ العبادة)) رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء)) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم.
ولمّا كان الدعاء هو العبادة فإنّه لا يكون إلا لله، فلا يُدعى من دون الله ملكٌ مقرَّب، ولا نبيّ مرسَل، ولا يُدعى من دون الله وليّ ولا جنّيّ، ولا يُدعى من دون الله مخلوق من المخلوقات، قال الله تعالى: وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً [الجن:18]، وقال تبارك وتعالى: وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَـٰعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [الفرقان:68، 69]، ومن دعَا مخلوقًا من دون الله نبيًّا أو ملكًا أو وليًّا أو جنيًّا أو ضريحًا ونحوه أو شجرا أو حجرا فقد وقع في الشرك الأكبر، قال الله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا ءاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ [المؤمنون:117]، وقال تبارك وتعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [يونس:106، 107]، وقال تبارك وتعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ [سبأ:40، 41].
عبادَ الله، المسلمُ في كلِّ ساعةٍ وفي كلّ وقت مضطرّ إلى الدعاء لحصول خير ينفعه في الدنيا والآخرة، ولدفع شرّ ومكروه يضرّه في الدنيا والآخرة، فمن وُفّق للدعاء فقد فتح الله له بابَ خيرٍ عظيم، فليلزمه، وليسأل المسلمُ ربّه كل حاجة له، صغيرةً أو كبيرة، كما قال النبي : ((ليسأل أحدُكم ربه حاجتَه حتى شسعَ نعله)).
ولو تفكَّر المسلمُ في كلّ نعمة وحاجة صغيرة أو كبيرة، لعلِم يقيناً أنّه لا قدرةَ له على إيجادها والانتفاع بها لولا أن الله أوجدها وساقها إليه بقدرته ومنِّه وكرمه، ومن هوَّن شأنَ الدعاء واستحقره فقد بخَس نفسَه حظَّها من خير عظيم، وأصابَه من الشرّ بقدر ما زهد في هذا الباب.
واعلم ـ أيها المسلم ـ أن الإجابةَ مع الدعاء، سواء كانت عاجلةً أو آجلة، قال عمر رضي الله عنه: (إنّي لا أحمل همَّ الإجابة، ولكني أحمل همّ الدعاء، فإذا ألهِمتُ الدعاء فالإجابة معه لأنّ الله وعد بها)، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((ما على الأرضِ مسلمٌ يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من الشر والسوء مثلَها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم))، فقال رجل من القوم: إذاً نكثر، قال: ((الله أكثَر)) رواه الترمذي، وقال: “حديث حسن صحيح”، ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: ((أو يدَّخر له من مثلها)) يعني في الآخرة.
واعلم ـ أيها المسلم ـ أن الدعاء عظيم النفع جليل القدر، له نفعه وله خيره وبركاته في الدنيا والآخرة.
أيها المسلم، كُن دائماً ملازماً للدعاء، متعلّقاً قلبك بالله تبارك وتعالى، وارغَب إلى الله عز وجل لقضاءِ حاجاتِك كلّها؛ فإنه على كل شيء قدير، إذا أراد شيئاً خلقَ أسبابَه، أو أوجدَه بقدرته ومشيئته. وأشرِك ـ أيها المسلم ـ في دعائك الإسلامَ والمسلمين بالدعوة الصالحة، أئمتَهم وعامتّهم وعلماءهم، بأن يعزَّ الله الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، ويحفظَ الإسلامَ وأهله في كلّ مكان، ويخذلَ أعداءَ الإسلام والمسلمين، ويكفَّ شرَّ أعداء المسلمين، ويبطِل كيدهم ومكرَهم، لا سيما في هذا العصر الذي تعدّدت فيه مصائبُ المسلمين، وكثرَت همومهم وغمومُهم، ووصلوا إلى حالةٍ لا يقدر أن ينجيَهم إلا الله تبارك وتعالى، اقتداءً برسول الله الذي أمره الله تعالى بقوله: فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ [محمد:19]، وفي الحديث عن النبي : ((من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم)).
بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، أحمده سبحانه وأشكره على فضله العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين، وأشهد أن نبيَّنا وسيّدنا محمداً عبده ورسوله الأمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى بامتثال أوامرِه وترك نواهيه، تفوزوا بجنات النعيم، وتصلحوا دنياكم بشرع الله القويم.
عبادَ الله، إن دعاءَ المسلم بإخلاصٍ وتوجّه قلبٍ أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل، والله يقول في محكم كتابه الكريم: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال تعالى: فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ [غافر:14].
ويُستحبّ للمسلم أن يتخَيَّر جوامعَ الدعاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يستحبّ الجوامعَ من الدعاء، ويدَع ما سوى ذلك. رواه أبو داود بإسناد جيد.
وليحرِص المسلم على حفظ دعاء رسول الله بقدر استطاعته، فقد شرع لكلّ حالٍ دعاءً وذكراً.
ويستحبّ أن يقدِّم بين يدي دعائه عملاً صالحاً، ويثني على الله ببعض ما أثنى به على نفسه، ويُظهر الافتقارَ إلى الله عز وجل وشدّةَ الحاجة والرغبة فيما عند الله تبارك وتعالى، ويصلّي على نبيه محمدٍ في دعائه؛ لأنّ الدعاء معلّق بين السماء والأرض حتى يصلَّى على نبيّه ، فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، ويتوسّل إلى الله بأسمائِه الحسنى، وبالاسم الذي يناسِب حاجتَه من أسماءِ الله تبارك وتعالى الحسنى، كقوله تعالى: وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ [المؤمنون:118]، وكقوله تعالى: وَٱرْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ [المائدة:114].
ويستحبّ أن يتحيّن أوقاتَ الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وأدبار الصلوات، وعند رؤية البيت العتيق، وفي آخر ساعة من الجمعة.
عباد الله، إنَّ الله أمرَكم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلّى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً)).
فصلوا وسلموا على سيّد الأولين وإمام المرسلين.
اللهم صل على محمد وعلى آله محمد…